شباك

[شباك][twocolumns]

بائعو الورد.. أرزقية مشاعرنا الفوّارة



بائعو الورد، جزء لا يتجزء من مكون كوبري "قصر النيل" فى قلب العاصمة المصرية، الذي يحمل في قلوب مرتاديه مكانة متميز لاعتبارات اجتماعية وتاريخية، لها وجاهه صنعت من هذا الجسر معنى أكبر وأبعد من مكونه الخرساني ـ المعدني، ليصل إلى منطقة الرمز بأريحية شديدة، يمكن تأويلها بمختلف الثقافات والطبقات الإجتماعية.

إنه الجسر الأول الذي بنى على نهر النيل، لتتواصل بعدها الجسور، التي خلقت مزيدًا من الترابط المجتمعي بين طبقاته المختلفة؛ على تباينها. وبمرور الوقت تجلى بُعد آخر لكوبري قصر النيل، بعد اجتماعي، بعد أن أصبح الكوبري ـ الذي يقطن قلب العاصمة بمركزيتها البيروقراطية الشديدة ـ مقصدًا للتنزه أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة، عليه أطلقوا العنان لقلوبهم المحبة، وفاضت مشاعرهم وعواطفهم، قصص عشق كثيرة، نمت وتفتت على جسد ذلك الكوبري. ما جعله قبلة للعاشقين، يحاصره عطور باعة الودّ المُرمّز في صورة فل وياسمين وورد بلدي أحمر، ينادي العشاق كلٌ بلغته.
"قصر النيل" متنزة البسطاء، فوقه تمرّ مواكب الأعراس، يتبركون بهوائه العليل، يتلمسون في بريق المياه الجارية تحته ضوء يأملون أن يغمر حياتهم بريق مشابه له. تمرّ المواكب أمام بسطاء الحال، يملؤن أفواههم "سميط وبيض وجبنة"، أكلة متواضعة تسري فى بدونهم رضا وقناعة.
ظلّ كوبري "قصر النيل" منفضة لفورة المشاعر، العاطفية والسياسية والإقتصادية والوطنية، فوقه أحب العاشقين، وتخلص من حياتهم اليائسين، وتنزة وأسترزق المحتاجين، وأشتعل شرارة غضب المحتجين فحمل فوقه أجلى مواجهة تاريخية بين حاكم وشعب. وفي كل تلك المراحل كان الورد حاضرًا مع باعة تسترزق من تلك المشاعر الفوّارة.
فوتوغرافيا وتعليق ـ أحمد الرومي

برواز

[برواز][bigposts]