شباك

[شباك][twocolumns]

سارة حجازى تعرّى عوالم النساء فى «ازدواج»


كتب - أحمد الرومى
تعد رواية «ازدواج» للكاتبة سارة حجازى، تجسيدًا لمعاناة الفتاة العربية داخل المجتمعات المنغلقة، التى تكثر فيها العلل النفسية وتعمر بالنواقص الانسانية، ولا يجد أصحاب النفوس والقلوب المرهفة من يرحمهم، بل تتدثر كل هذه الأفعال فى معاملات مكسوة بالابتسامات اللطيفة، والاحضان الطويلة، فى مشهد يعبر عن إختمار الازدواج فى النفوس، ذلك ما عملت «حجازى» على تعريته في أولى رواياتها، من خلال بطلتها «هَنا» التي تتلقى صدمات متتالية من صديقاتها المقربات، الآئى كانت تربطها بهن عواطف، وتعلق عقلي ونفسي قد يرتقي إلى الحب المرضي.
«عندما كان قلبى يطير من السعادة، كان عقلى يبحث عن المتاعب، عما وراء ذلك، فيرفض التصديق على وجود بشر أشبه بالملائكة، يحبون ويعطون دون أغراض أو أهداف... »
فى خضم عثراتها، حاولت «هَنا» بطلة الرواية، بهذه الكلمات، أن تستعيد توازنها فى علاقاتها بمن حولها من مقربات، ساعية إلى الخروج من منطقة الريبة  الرمادية التى سقطت فيها، وتقف حائلا بينها وبين الوثب فى عمق الحياة بكل تحرر وتجرد لتهزم خوفها من الخيانة والموت.
اعتمدت «حجازى» في روايتها على السرد البسيط، مستندة إلى لغة سهلة، متماسكة، فلونت خطاب الراوى باللغة العربية الفصحى فى حين اختارت اللهجة العامية لتكون صيغة الحوار، فإن كنت من هواة البهرجة فى الكتابة فلن تجد مرادك، لكنك ستخرج من الرواية مدهوشًا، بعد أن تخيب كل محاولاتك في توقع أو تخمين سير الأحداث.  
فـ «ازدواج» تكاد تكون رواية نسائية صرف، خالية من الرجال تقريبًا، ربما يظهر فى الرواية ثلاثة شخصيات، على استحياء، اثنين منهم حبها القديم، يطلون في حوارات مستدعاه من ذاكرة البطلة، أدوارهم ثانوية، يخدّم تواجدهم على علاقة «هنا» بنسائها إن صح القول، غير ذلك، تدور أحداث الرواية حول حياة البطلة وصديقاتها، الآئي تسببن لها في كثير من المعاناة والألم، بدوافع مختلفة لا تبرير لها، صابة اهتمامها في ثنايا الرواية، على مساحات الغموض التى تكمن فى علاقة النساء ببعضهن.
تمتلك «حجازي»  القدرة على أن تفاجئك بالأحداث، أن تبقيك مشدودًا طوال الرواية، سعيًا لمعرفة إلى أين ستتطور الأمور.
المفاجأة والتشويق، سمتان غطّتا على عيب تنسيقي في الرواية يتلخص في عدم تقسيمها إلى أجزاء، أو فصول. ليجد القارئ نفسه يتلقى الرواية (الواقعة فى 114 صفحة من القطع المتوسط) دفعة واحدة دون أن يجد محطات يستطيع أن يرسوا عليها ليلتقط أنفاسه.    
لم تكن رواية «ازدواج» الصادرة عن دار «ن للنشر والتوزيع» أولى إصدارات سارة حجازى، فسبق لها أن أصدرت مجموعة قصصية بعنوان «برة الدايرة».

برواز

[برواز][bigposts]