سنُعانق البياض

فوتوغرافيا | عمر الطحان

شعر ـ فرح عزاوي | المغرب

في غمرة من السكون والوجل
في لا معنى
انكسر المصير
ليشكو لي من عطشه الحاد
تحت صرخات ناقوس الاحتضار
أنا المضيء بالفراغ
والعري المعهود
لا اسم لي سوى
انكسار الظلّ في حيرةِ المجهول
عابرين على أمواج الخوف
حبيسين لأبواب
جسد يخلق من التيه والعبث
مركب نجاة
جسد في أوج تلاشيه
هناك انبعات
لرئتي زوايا يخبئ فيها الوقت
حنينه لفاكهةِ ضوء
أمام سواد زنجي الشبهات
حتى الشارع اندس وحيدًا
أمام طرائق من رحلوا في سباتٍ
أمام وحش يرمي في الطرقات شباكًا كي يصطاد
أسهم أحلام نبضات تكلى في سكات
أنضر،
إلى الليل الذي انطوى على صريمًا النهار
لن أدعه يرحل تحت خلجان الوطن
لا بد من أن تتلى
فاتحة ضوء،
لتعلن عودة الجسد
من هفهة الغربة!
أيها الظل المخفي (كورونا)
يا من تبحث عن ضلالك في
يا من تفتش عن رمالك في
يا من تنقب عن بلادك في
فأنا من خيوط الريح
انسج معطفي
ومن يقيني بالخالق
أرتدي سكونًا وفي
فلست سوى سيديم صيف
سيمضي
أيها المحتل لإصطيل
لن ترث لآتي
فلنا كفوف تنزف بعرى التضامن
يقرع لهم النخب على توب التآخي
فلإيباء والحب قبل الدم يسري
بكل سخاء
كف
عن التحديق بمقلتاك بعيدًا
ستسكن أحداق الموتى
مهما امتدت رايات الزهو
سنتوضأ من خطيئتك
سنتطهر من عتمتك
دعني لأن أكاشفك
جبريل يتهيأ
ليمحقك
فعلى ضفاف التيه
صدى قدميك
بوجه عاري من فصوله لأولى
يلفه القلق
تيه سيسكنك دائرة العراء
لتجدني هناك
ورائك أيها الوباء الفاني بالمطلق
لأنبئك
أنك كالرمل العابر
قد تعبت بتراب الوطن
لكن حتمًا سيبتلعك الفناء
إلى هناك
أعدك أيها المنفى
أننا سنعانق الحياة،
سنعانق الحياة،
سنعانق البياض!