«حالة وعي» ديوان بطعم المواجهة للشاعرة سمية بالرّجب

الشاعرة سميّة بالرّجب وفي الزاوية غلاف ديوانها 

تحتفل الشاعرة والصحفية الشابة سميّة بالرّجب بصدور ديوانها الأول «حالة وعي»، الذي تسجل فيه مواقف إنسانية صريحة من عالمٍ حافل بالألم واللإنسانية. 

ديوان «بالرّجب» الصدار مؤخرًا عن دار «سيراس» للنشر، في تونس، تفوح من أروقة أبياته رائحة الصمود والمواجهة. الصراحة التي تعرّي عمق الألم. تتجلى هذه  الحالة في 16 قصيدة هى قوام الديوان المتراوح بين شعر النثر وقصيدة التفعلية. وهو تنوع يعكس تمكّن الشاعرة من التنقل وإجادة هذين اللونين من الكتابة الشعرية.
ورغم أنّ الشاعرة سميّة بالرّجب تونسية المولد والإنتماء، إلا أنّ أشعارها عابرة لأوجاع كل إنسان عربي، معبرة عن مأساته ومعاناته، وهى نبرة أدبية كم يحتاجها القارئ العربي في عصر تبهت فيه تجليات العروبة.
تقول سميّة بالرّجب في تقديمها لديوانها: «إليكم قصائدي في كتاب ورقيّ كلّ حرف فيه هو مغازلة لهذا الكائن الواعي الذّي يصرخ في دواخلنا محتجًا على رداءة تعشش في الأفضية والعقول بل هو صراع متوهج يسكن وجداننا المتألم والمنحسر في واقع نريد أن تنعتق أرواحنا منه وتنبعث إلى فضاء حرّ يشبهنا، يشبه أحلامنا، ويشبه أرضنا».

سميّة بالرّجب، شاعرة وقاصة تونسيّة، حصلت على الدّكتوراه في علوم الإعلام والاتصال من معهد الصحافة وعلوم الإخبار سنة 2018. وكذلك صحفية وباحثة متعاونة ومكلفة بالاتصال بجامعة منوبة.
رصيد سميّة بالرّجب الأدبي زاخر بالأعمال الإبداعية، فلها مجموعتان قصصيتان وكتاب جماعي للشعر. وقد حصلت على إحدى جوائز «عشق الكلمات» للشعر النّسائي التي نظمتها مؤسسة «أم بي سي» بالإمارات العربية المتحدة عام 2009، وكذلك حصدت عدد من الجوائز الوطنيّة في الشعر والقصة القصيرة.

الكلمات التالية هي مقطع من قصيدة «لغة صامتة» إحدى قصائد ديوان «حالة وعي» ننشره ابتهاجًا بالشاعرة الواعدة سمية بالرّجب التي ننتظر منها كثير من العطاء الأدبي: 

 
جرّت الأيام وجهي كالقتيل
كان من فرطِ الشحوب
خاويًا من كلِّ روح
خاويًا حدّ السَّماجة والغروب
لم يكن وجهي امتدادًا للّسنين الخاويات
كان وجهي في تفاصيل الحكاية
موكبًا يرثو الشَّهيد
كم بكينا؟
كم ضحكنا حين أمطرنا الركود
حين قسمنا الغنائم في جحود
حين أسمينا الخرائط دارنا
وانبرينا في ظلام اليأس
نبكي كلّ عيد
طفلة لغة الخواء
طفلة حدّ النّخاع
صمتنا والرّيح واحد
لبّنا بعض لجمر أو رماد
لست أدري بتّ أهذي...
كم مضى
من عمر عمري
حين قالوا إنّنا فعلًا نريد
حين قالوا إنّنا حقًا نريد
حين قالوا إنّنا
ح.. ت.. م.. ا  ن.. ر.. ي.. د.