الملتقى الثالث لقصيدة النثر.. هنا «حلب» من «بروكسل»
ينطلق يومي السبت والأحد المقبلين (١٤/١٣ يوليو)، ملتقى "حلب لقصيدة النثر" في دورته الثالثة، بمشاركة مع مجموعة من الشاعرات والشعراء، في "أتيليه كيتو" ببروكسل البلجيكية، وقد خصصت هذه الدورة من الملتقى للناقد والباحث دكتور يوسف إسماعيل.
يضم الملتقى في فاعلياته يوم السبت قراءات للشعراء حسام ميرو، حسين الضاهر، دارين زكريا، سلام حلوم، فواد محمد فؤاد، مهند يعقوب، ووليد هليس.
يعقب القراءات الشعرية توقيع ديوان الشاعرة دارين زكريا "غابة تستريح على كفي" وديوان الشاعر سلام حلوم "وكسر الهاء".
بينما تشمل فاعليات اليوم الثاني من الملتقى (الأحد) قراءات للشعراء أحمد زكريا، عمر قدور، رودي سليمان، ريم الكسيري، عبد الله الحريري، محمد المطرود، ونادر قاسم.
ويُختتم فاعليات اليوم الثاني للملتقى بتوقع ديوان "وجوه تملأ ساحة المحطة" للشاعر عبد الله الحريري، وكتاب "مقدمات في الوعيانية" للشاعر حسام ميرو.
وننشر في السطور التالية قصيدة نثرية للشاعرة السورية، رودي سليمان المشاركة في فاعليات اليوم الثاني من الملتقى.
لا ترسم خيمة في دفترك
ولا حتى شجرة
لا ترسم قطة
واجعل مواء الغابة ليلًا عواء
لا ترسم حلمًا
ولا غيمة
ارسم معجزتك المستحيلة
اجعلها تتوهم أنها تتنفس
لا تبحث عن "علي" ولا "محمود"
أولاد جيرانك
أحدهم فرّ من خدمته العسكرية، فمات مهزومًا
أخوه بات يدعس رؤوس الصيصان
ومحمودًا أصبح مؤذنًا
ينادي: هلموا للجهاد
فيتبعوه
ليقطعوا سيقان الزيتون
ينحروا الأثداء
ويسبوا الأقحوان
عورات تبيح الخطايا فبتروها
لا تهذي وأنت ترسم
فللألوان آذان وقلب
يسترقون صوت نبضاتنا ويخفون
لا تناد
فالمناداة تتوه أحيانًا
كأن تنادي ابنتك وشالها على مشجب الباب
يئن فراقها
لا تصرخ
فالصراخ يوقظ فئران الذواكر
لا تصمت
ففعله عن الحق شيطان أخرس
لا تبك
فتبلل ريش طيور اختبأت في وسائد الحرية
لا تنتحب
فالأمهات تُثار أفئدتهن المتفحمة
لا تصم
فالصيام في الجوع كفر
لا تصلي
فالسجود احتار أي إله يختار
لا تعبد
فالعبادة خبز يلهينا عما كنا نسعاه
لا تعش
الحياة حكر ونحن أحرار
فقط
ارقص
فالديكة ترقص مذبوحة من الألم
وهناك شيء آخر لتفعله
حرّك قلب الألوان
لتهبْ دفتر الرسم حكايا مرت من هنا
لونها
لا تدع الأبيض والأسود يقتلها
فالموت لا يجرُّ إلا موتاً
فقط أرسم
علها الألوان يوماً
تميع بدمعنا
فتخضر وتنبت الحياة
