شباك

[شباك][twocolumns]

رسالة من عامي الثاني والأربعين | نص أدبي


نص أدبي - محمد زكريا

ايتها الحياة..
ها انا ذا اقف على عتبة الثانية والاربعين،اتسلم منك "كشف الحساب" الاخير. لا اطلب استرداد ودائع، ولا اطلب تعويض عن خسائر. فكل ما اخذته مني اعطيته، وكل ما منحتنيه حملته.

لم تكن رحلتي قصة نجاح لامع، بل كانت شجرة نمت في ارض صخرية. كل جرح في جذوري صار منفذا للمياه، كل كسر في اغصاني سمح للضوء بالدخول.

تعلمت ان النجاح الحقيقي هو ان تسقط مائة مرة وتنهض في المرة الواحدة والمائة ليس لانك قوي، بل لانك تعلمت فن السقوط.

الاخفاقات كانت هبات
ذلك المشروع الذي انهار.. تلك العلاقة التي انكسرت.. تلك الفرصة التي ضاعت..
كنت اظنها لعنات،فاذا بها هبات مموهة بالالم. كانت المطرقة التي نحتت شخصيتي، والنار التي صقلت عزيمتي.

حين وصلت للقمة، اكتشفت ان الهواء هناك قليل، والوحدة عميقة. تعلمت ان النجاح لا يسكن في الشهادات او المناصب، بل في ذلك السلام الداخلي الذي يطرق بابك كل صباح.

من قلب الرحلة.. وصايا من منتصف الطريق
· لا تنتظروا الخريطة، بل اسلكوا الدرب
فالدرب لا يظهر الا للسالكين، واجمل الوجهات هي تلك التي تخلق مع كل خطوة.
·كونوا كتاب انفسكم
لا تدعوا اقلام الاخرين تكتب فصولكم. اثروا صفحاتكم بهزائمكم كما بانتصراتكم، فالحكاية لا تكتمل الا بها.
·الندوب سفر المعارك
لا تستروا جراحكم، فهي شهادات النجاة من معارك صنعتكم، وخرجتم منها اكثر صلابة وعمقا.
·النور يأتي من الداخل
اوقدوا مصابيحكم الداخلية قبل ان تطلبوا قنديلا من احد. فطريقكم لا يضيئه الا نوركم انتم.
·كونوا رحماء بانفسكم
لستم الات للفوز، بل بشر يتعثرون ليتعلموا، ويسقطون ليقفوا على ارض اكثر ثباتا.

وختاما,,
احملوا قلبكم كما تحملون جواز سفركم - بكل ما فيه من تأشيرات دخول وختم مغادرة.
سافروا بعمق،عيشوا بشغف، احبوا بجنون.
فالحياة تستحق ان تعاش،ليس لانها مثالية، بل لانها الوحيدة التي نملكها.

برواز

[برواز][bigposts]