شباك

[شباك][twocolumns]

نورُ الله لا يهدى لعاصي




في الشارع الرئيس للإمام الشافعي، قد تمر أمام هذا الضريح دون أن يسترع انتباهك، فتلك المنطقة العامرة بالأضرحة الفخمة، الضخمة، التاريخية، تجعل روحك مشبعة ومجذوبة كالدراويش بما رأيت. لكن إذا ما توقفت برهة أمام هذا الضريح المتواضع الزاهد قد تأخذك الدهشة.
إنه ضريح العارف بالله وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمجمة بن سفيان بن الحارث بن عمر عبيد الكوفي. مقرئ الإمام الشافعي، الذي ولد غرة يناير عام ٧٤٦ ميلاديًا، بدولة بالعراق، ومات عام ٨٠٥ بذات التقويم.
حين مررتُ بالضريح استرعى انتباهي صوت القرآن الكريم المنبعث من راديو موجود داخل الضريح المغلق بإحكام، أقتربت من النافذة فوجت الضريح خالي من البشر، لكنه حي بكلمات الله، وجدرانه تصرخ ببعض أشعار عرف بها "وكيع" وأدخلته التاريخ، بعد أن حكى الإمام الشافعي موقف له حصل مع "وكيع"، نظمه في أبيات شهيرة، قال فيها "الشافعي":
شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي
فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ
ونورُ الله لا يهدى لعاصي.
تلك الأبيات رصدتها بعينى مدونة علي حائط الضريح الأخضر من الداخل، وكأن الجدران تصرخ بها ليتنبه المارة لمرقد هذا العلم الذي وكان واحدًا من بحور العلم وأئمة الحفظ، ابن حسب ونسب وعز، ترك الدنيا وهرب إلى الله، عرض عليه القضاء فامتنع، وقيل عنه أن كان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة.
لم يلق ضريح "وكيع" اهتمام ولا شهرة تلاميذه ومعاصروه، لهذا كانت هذه الصورة التي ألتقطها لتكون إشارة لأن تنتبه لهذا لضريح هذا العالم الجليل، فإذا مررت من هناك، توقف واقرأ له الفاتحة بعد أن تقرأ الأبيات التى نظها عنه الإمام الشافعي.


فوتوغرافيا وتعليق ـ أحمد الرومي

برواز

[برواز][bigposts]