نحو السماء

 يوم الميلاد
أبويا عرّي لفّتي
شافني ضحك
قلبه انشرح
شوفته فِرِحْ لمّا كَشَف عنّي لقاني جيت ولد
يومها صَمَتْ
لكنّ قلبه كان بينطق:
"أحلى ما جبتي يا بلد، ابني الولد"

صاحت الدّاية قالت له:
- حلو "أحمد"؟
قال لها: والله ما أرد ليكِ كلمة
اسمه "أحمد"
حلو "أحمد"!
وانطلق يكتب بيانات الشهادة
قال له عامل السجل: يلا ملّي.
ـ رغم شكله الممل ـ
راح أبويا بضحكته الصافية يملّي:
ابني "أحمد" لونه مصري
طوله مصري،
حلمه مصري،
وابتدى بميلاده عصره ويّا عصري
والمهم ف كل ده إنه مصري ابن مصري
انولد 21 شهر مارس
وانتهى فصل الشتا
وابتدى فصل الربيع
والدنيا بدأت مع ميلاده ـ بخفّة ـ تَبْدِل جلدها
يضحك، يفتح ورد أحمر
لو ناغا، يظهر القرنفل ويّا زهر السيسبان
قلبه جريء رغم الصغر
عمره؛ ومش هيكون جبان
يعملها على أجدع وزير
يحبي على سجاد موكيت
وكمان بيلعب في التراب
يخسف مظالم العباد في الأرض
يلمس السحاب
ويحارب الشيطان بـ: "آآه"
وامّا يكبر تبقى: "لأ"
وامّا يفهم تبقى "لأ" وألف "لأ"
يبتدي المشوار بزقّة، يمشي ما يبصش ورا
لو إيه حصل، لو إيه جرى
عمره ما يعرف مهادنة
ولا حتى غاوي منظرة
ابني أصيل زيّ البلد دي
واللي منها اللي فيها لو تفتش جوه قلبه،
تلقي ميت صندوق دهب
جواه حافظها، جواه خافيها م الورى

هو ده ابني يا مندوب الحكومة
مخلوق نقي، عمره ما يعرف خصومة
وطني، طالع لي.
زي أمه،
واخته "نومة"،
واخته "سومة".

قصيدة "قبل الميلاد"
من ديوان "حتة وطن"
شعر وفوتوغرافيا ـ أحمد الرومي