شباك

[شباك][twocolumns]

أقسمتُ ألا أُهاتفك


 نص - عصمت فاضل

أقسمت ألا أهاتفك.
حسنًا سأكتفي برسالة صوتية، وأُكفر عن حلفي بصيامِ عدة ساعات.
أُحيطك علمًا بسوءِ الأحوال القلبية، ومن المتوقع سقوط أمطار غزيرة من عينيّ تطيح بمساحيق تجميلي، وتفسد استقامة خط الكحل فوق جفني.
اليوم بوسايدن غاضب جداً، حتى ظننته سيبتلع سكندريتي ويرحل من كثرة شكواي.
اليوم وضعت - بالخطأ - قميصك الأبيض بالمغسلة، وذهبت رائحة عروقك؛ وملمس يدك؛ ووجهك منه، بلا عودة.
اليوم عند عودتي إلى المنزل رأيت ابتلاع أكوام الزبالة باقة ورد جميلة، مجهولة النسب، وبطاقة رُسم عليها قلب حزين.
اليوم انطفأت لمّبة المطبخ، وفشلت كل محاولات إنعاشها بيدي، مما عكّر وجه قهوة أذان العصر!
اليوم استطعت تذوّق مرارة العشرين عامًا الباقية في العمر، ومذاق البقاء دونك كل هذه الأعوام أَمرّ.
اليوم استمعت لأغنيتي المفضلة، مع كأس نبيذ أحمر في سريري، محاولة أخيرة لإصلاح أخر الساعات المتبقيه قبل النوم. تركت دقات قلبي تقفز وتقف مع الإيقاع حتى تأكدت أنه «لم يَعُد بالإمكان إنقاذ هذا اليوم.»

سأكتفي برسالة صوتية، لأني أريد أن أبكي. ولأنك الوحيد الذي سيفهم كيف أمور كهذه تكسر الخاطر والقلب... يا أنت!

برواز

[برواز][bigposts]