«باتيستا».. كل ألوان الحياة

كتب ـ أحمد الرومي

على أرفف «دار الياسمين» للنشر والتوزيع، تجد كتاب «باتيستا» للدكتور محمد الطوّاب، الذي جمع فيه أهم كتاباته خلال العقد الماضي، أو يزيد، ملقيًا الضوء على زوايا عديدة في الحياة، بهيئات مختلفة من ألوان الأدب.

قسّم «الطواب» كتابه إلى أقسام ثلاث، يتناول الحياة وتفاعلاتها في كل قسم بطعمٍ ولونٍ مختلفين، فتجد في الجزء الأول من الكتاب حكايات من الماضي، ترصد أحداثًا وقعت على أرض مصر، سياسية كانت أو اقتصادية، اجتماعية أو فنية، يتناولها بإسلوب رشيق، بسيط، ساخر. بالتصريح تارة وأخرى بالتلميح والرمزية الراقية، يقدم كل هذا عبر مقالات ـ لولا إشارته لوقت كتابته لها لظننت أنها تتكلم عن أحداثٍ تجرى الآن ـ لكن تدوين تاريخ نشرها كان له دورًا مهمًا في تنشيط ذاكرة القارئ، ليقف أمام حقيقة يدركها ـ لكنه دائمًا ما ينساها ـ ألا وهى «أن التاريخ يعاد تدويره في أغلب الأحيان».

مقالات «الطوّاب» ـ في إجمالها ـ لها طابعًا ناقدًا ساخرًا، يوجّه من خلالها اهتمام القارئ إلى بعض السلبيات التي تحيط بنا ـ محاولًا تقويمها ـ سواء كانت في دوائر صنع القرار أو في الحياة اليومية الاعتيادية. 

و«باتيستا» ـ بحسب معجم الرائد ـ تعني «نسيج رقيق جدًا من الكتان» يمكن تطويعه وصبغه بكل الألوان، ومن هذا المعنى سمّى «الطواب» كتابه، بعد أن جمع فيه قوالب مختلفة من الآدب، فالجزء الثاني من الكتاب خصصه دكتور محمد الطواب لإبداعاته الشعرية، التي نَظَمَ بعضها بالفصحة، وأخرى باللهجة العامية. أما الجزء الأخير ضمّ مجموعة من القصة القصيرة.

كتاب «الطواب»؛ فى مجمله؛ يعكس تجاربه في الحياة ونظرته لها من واقع خبرات متعددة، اكتسبها عبر ممارسته العمل الصحفى منذ 25 عامًا، ورحلاته المختلفة خارج وداخل مصر، واطلاعه على العديد من الثقافات التي طوعها لخدمة كتاباته، وإنتاجه الصحفي والأدبي؛ الذي وصفه على غلاف كتابه بأنه «كلام ذو شجون.. على كل لون».