«فهرست مصر» فى «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية»

كتب ـ أحمد الرومي
«فهرست مصر».. هذا الوصف هو ملخصي التعريفي لكتاب «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية» لمؤلفه دكتور ميلاد حنا، إذ استطاع بوعي، وبساطة، وتركيز مختصر غير مخلّ، أن يُشرّح الشخصية المصرية، فكك تكوينها، ثُمَّ أعاد تركيبها قطعة قطعة؛ في حضور القارئ.

فنّد «حنا» - في كتابه الواقع في ٢٠٠ صفحة - الرقائق المكونة لشخصية الإنسان المصري، التي تشكلت على مدار الآف السنين، منذ أن وحّد الملك مينا مصر في العصر الفرعوني القديم إلي وقت صدور هذا الكتاب أواخر القرن الماضي.

الكتاب أعتبره قاعدة جيدة يمكن الانطلاق منها للاطلاع على تاريخ مصر بالبحث في مصادر أخري، وكذلك فهم كيف ينظر المصري للدين واللغة، وكيف أثر الموقع الجغرافي في ثراء تكوين شخصيته.

لا يمكن أن أنهي حديثي عن هذا الكتاب - الصادر عن الهيئة العامة للكتاب، في طبعة جيدة - دون أن أسجل اندهاشي من الإخراج الفني المزعج للكتاب.

فلأسباب - لا يعلمها إلا المخرج - قرر الأخير أن يضع صورة المؤلف في كل الصفحات، وأن يعيد الصورة ذاتها في أكثر من موضع! وهو إخراج «مجلّاتي» بامتياز (نسبة إلى المجلة) لا علاقة له بفن إخراج الكتاب الذي يتمتع بخصوصية شديدة، ترتكز على 3 عناصر أساسية - في تقديري - هى العناوين، نوع فونت المتن وحجمه، والمساحات البيضاء.

تعامل المخرج الفني مع الكتاب على أنه سيرة ذاتية للكاتب، أو مذكراته! فلم أفهم المغزى في تكراره صور المؤلف قرابة ٢٢٠ مرة، على مدار الكتاب، وأن يُظهر المؤلف بالبيجاما، ثم وهو جالسًا في قاعة مجلس الشعب، ثم وهو شابًا، ثم وهو يرتدي العباءة... وغيرها من الصور.

في ظنّي أنّ مُخرج الكتاب كانت غايتُه إبراز قيمة الكاتب وتعظيم قدرُه، وهي غاية قاصرة ومعيبة، فقيمة الكاتب يصنعها القارئ؛ بتقديره له، ولا يفرضها عليه المخرج الفني للكتاب.