قائد جبهة الأنوثة

كتبت ـ منى مجدي

حتى الأن لم يفهمني أحد. لا أحد يعرفني على حقيقتي!

أحببته. هو وحده القادر على تغيير كل شيء في حياتي وأحداث ثورة. يستطيع بلمسته أن يجعلني أكثر جاذبية مما أنا عليه. معه لا أشعر بالاكتئاب أو الانكسار، يبرع في إخفاء لحظات حزني ليجعلني أزداد بريقًا.

جريء. أحتفظ معه بنسختي الحقيقية لأكون أنا. أنظر في المرآة أرى انعكاس صورة تقول لي "لا تتعذري بالظروف ولا تتبنى أفكار تعيق حياتك، تقدمي ولا تتخلي عن أحلامك". أشعر بمشاعر إيجابية، فلا شيء يعيق الخيال. اتمسك بالأمل ولا أخاف، فكل شيئًا بالإمكان. صوت في أذني يحدثني "اكسري حاجز الصمت، لا تسمحي لأحد أن يسرق عمرك، فالحياة تستحق أن تعاش، وأنتِ تستحقين الحياة. أريد أن أكون. فليس كل شخص قادر على فهمه مثلما أفهمه أنا، رغم يقيني أنه ليس بالضرورة أن يعكس الحقيقة دائمًا.

ناهيك عن كونه يتحدى الرجال في التعبير عن مشاعرهم بقدرته قادر على قلب الموازين، وتغيير الصورة النمطية التي يتشربها المجتمع عن الأنثى. يضعها خارج الإطار، وربما داخله. لذلك ليست كل أنثى قادرة على ترويضه.

أنّ أصعب عمل هو التعبير عن مشاعرك وأفكارك الحقيقية، فحين أرافقه أشعر أنني مختلفة وقادرة على خرق القوانين والتعبير عن ذاتي بجدارة. حضوره يعطي الرقص والغناء والابتسامة شكلًا مختلفًا. خصوصًا الابتسامة تكون أكثر روعة معه.

مهما أرهقني التظاهر بالقوة، وشعوري بأن كل شيء أصبح متعب ومعقد ومؤلم، مجرد أن أضعه على شفتي ينتهى كل شيء، وأعود لأبتسم، فهو ببساطه يمنحني شعور بالجاذبية المطلقة.

إنه "أحمر الشفاه" وحده القادر على صياغة القوانين من جديد، وإعادة ترتيب علاقتك مع ذاتك، بقرار حازم منه يسترد إنوثتك التي افقتدتها بفعل الأيام، أو سرقها منكِ رجل فى علاقة فاشلة.

تلك المرأة التي تضع أحمر شفاه "كريز كريز" لم يعد لديها شيئًا تخفيه، فهى لا تخاف. لونه الأحمر النابض بالحياة، قادر على إظهار كل شيء، وفضح المستور بعفويته. هذا اللون يؤكد روح المغامرة والجرأة، ويثبت الثقة الشديدة بالنفس التي تمتكلها صاحبته. مهما كانت المرأة حساسة فهى عندما تضعه تؤكد نقطة قوة، وهذا دليل كافي على شغفها بالحياة، وبنفسها، فهى تقول بكل صراحة "إن الفرق بيني وبين أي امرأة أخرى كبير وواضح، فأنا قررت أن أكون أنا، شخصيتي واضحة وليس لدي عيوب أخفيها، فهذا اللون قادر على فضح العيوب بكل بساطة.

ليست كل النساء قادرات على حضور هذا اللون الطاغي من أقلام الشفاه، فالمرأة التي تختاره لونًا لشفيتها هى امرأة استثنائية. 

إن أحمر الشفاه يمتلك في عدة صور، قد تأتي به سائلًا، وقد تمتلكيه جامدًا متماسكًا فى ليونته، وأحيانا يكون لامعًا كضوء اللهب الحارق، وقد يكون منطفئ كليلة حزينة تترقرق بالشجن. لكن الأكيد أنّ تأثيره واحد فقط على القلوب، فى جميع صوره.

لا تستهين عزيزى الرجل بقدرته على الفوز بأيّ قضية.

إلى كل امرأة ـ أنا معنيه بكِ باختصار ـ لا تخافي أن تكوني قوية! كوني جريئة، لا تتخفي وراءه السراب، كوني صريحة، وليتقبلك مَن يريد كما أنتِ، ومن لم يرد فليرحل.

لا تخافى من أحمر شفاهك وصراحته، فبعض القلوب لا تستوعب كل هذا القدر من الصراحة والقوة والجمال. يجعلك رائعة وجميلة في عيونك وعيون الآخرين، فالصورة النمطيه مملة، اعتادتها العيون. أحدثِ ضجة ولا تتكلمي في نفس المواضيع. ودعي أحمر شفاكِ يتكلم عنكِ، يمحو الكأبة، ويكون لغتك الجديدة في التواصل.

هل أنتِ مستعدة؟ 

لا تخافي أن تبوحي بأسرارك وجمالك. كوني جميلة ولا تصمتي. وثقي في قرارة نفسكِ أنّكِ قادرة على إشعال النيران وإثارة الحروب بسلاحك الرقيق"أحمر شفايفك".

أشعلي الحياة بداخلك، وأغمري الدنيا بالسعادة. دعي قلم "الروج" يزيد تألقك تألقًا، ويؤكد حضورك في عيون الجميع، فلا أحد يستحق الحياة سواكِ. غير ذلك يعد مشاعر مزيفة وكذبة أو وهم من اختراعنا. أنتِ فقط مَن يستحق الحب وإبداعك الحقيقي يتشكل عندما تتفننين بالاهتمام بذاتك.

إنّ الحب هو الرسالة، ولكن حبك لذاتك هو الأولى والأهم. الدرس الأول والأخير الذي يجب أن تكون درجتك فيه امتياز، حتى تستطيعين أن تؤدي حياتك بقوة وتبعثي في للاخرين حب قد يفيض.

أحمر شفاهك هو الجرأة والخطوط الواضحه. هو جملة بسيطة من حرفين: "أنا حضرت".

شهور طويلة عامرة بالأنوثة أراه في صور كثيرة كيفما أريد. وقادرة أن أضعه في الوقت الذي تناسبني.

هذا هو أحمر شفاهي، معه لا أحد يشبهني ولا أريد أن أشبه أحد. فقط نسخة واحده منّى غير قابلة للاستنساخ، فالصمت ممكن أن يقتل لذلك عبري عن ذاتك. وأخبريني كيف تريه؟