شباك

[شباك][twocolumns]

لحن البقاء


«لن أنصاع لتلك اللهجة القاسية». أكتب لك جملتي هذه وكلّي اندفاع إلى الفراق. حياتنا لم تعد صالحة للحياة. صارت مُهدّمة، بلا سقفٍ وأبواب. 

وجه قلبي سكنه التجاعيد. يدي ما عادت تحتمل حصار خاتمك. ضرب الألم كل أركاني. بتُ غاضبة كلما تذكرت أني يومًا أحببتك.
على قارعة الحلم ألتقيتك، نسيتُ معك طعم المعاناة. هَجرتُ الليالي السود لأسكنك. من داخلي خرجت الأحزان أفواجًا كنملٍ أسود، تبحث عن مخبئ لا يغمره النور والجمال.
في بداية حلمي بك تملكني التمنّي. قُلتُ لنفسي مرارًا «لن أحيا بدونك» كتبتُ لك كثير من الخطابات الحارة. أسألك عن سر حنيني الجارف إليك. روحي تتعلق بمعطفك الأسود الغامض؛ زهور الحي تتجمهر في
«فتارين» محال الورود؛ كلما مررت. شمسك أكثر دفئًا من الشمس. جمالك هذا ـ كُلّه ـ تلاشى وفتر. ذهب الودّ باستعلاء العواطف، جثم الكره فوق أنفاسي، طرق أبواب نفسي ففتحت له فرسان الضجر. ظن حسنك أنّي سأظل أسيرة عينيك الواسعتين. مكّن الجحود عقلي مفاتيح قلبي. داهم حجراته الأربع. ثم أطلق روحي عاليًا. لتغرد في الفضاء الشاسع لحن البقاء.
نص ـ أحمد الرومي
فوتوغرافيا ـ إسراء مصطفى

برواز

[برواز][bigposts]