«مذلون مهانون» رائعة «دوستويفسيكي» التي هاجمها النقاد وأعجبتني

«مذلون مهانون» هي أول ما قرأت من روايات لدوستويفسيكي. قال عنها النقاد إنها مش جيدة الحبكة وإنّ شخصياتها شبه مفككة. حتى إن الكاتب نفسه بدأ يقتنع برأيهم في وقت ما، وقال عنها إنها مش أفضل ما كتب، وأنّه كتبها في وقت ماكانش فيه بخير!

وده يخليني أقول يا ترى أحسن رواياته هتبقي عامله إزاي أو هيكون فيها أيه زيادة عن كده!؟
رغم إنّي من محبي الرويات ذات الأحداث السريعة اللي مافيهاش إطالة في وصف المشاهد أو مشاعر الشخصية، إلا إن التفاصيل دي في رواية «مذلون مهانون« تعد من أسرار جمال الرواية؛ اللي بقيت اقرأها وأنا حاسة بمتعة كبيرة.
الكاتب كان بيفسّر مشاعر الشخصيات بطريقة متقنة جدًا؛ لدرجة تخلّي القارئ يتأثر بيهم، أو بمعني تاني «يشيل همهم»، كمان وصف الشخصيات الشريرة وأفعالها بدرجة تخلّي القارئ يغضب كأنه متأذيّ منهم.
«مذلون مهانون» كان أفضل اسم للرواية اللي معظم شخصياتها فعليًا مذلون بسبب حاجات مختلفة منها الفقر، الحب، الكبرياء، وعزة النفس، المال. رغم إنها رواية من النوع الدرامي ـ اللي ماتبقاش متوقع فيه مفاجأت غريبة أو حاجة تشد انتباهك ـ إلا أن أحداث الرواية كان بيحصل فيها حدث غريب كل شوية  يخليك تفضل مشدود لآخر كام صفحة؛ اللي فيهم بيتكشّف فيهم سر عجيب برضه.
الحاجة الوحيدة اللي ماحبتهاش فى الرواية المشاهد الكتيرة بين «اليوشا» و«ناتاشا» اللي بتلومه فيها علي غيابه وهو يعتذر. كانت كتير قوي.
لكن أكاد أتفهم ده، اللي قد يكون هدفه أنه يوصلنا أنّ العلاقة بينهم كانت مستحيلة
غير كده فهي مثالية.

مراجعة ـ ماجي حمّاد