شباك

[شباك][twocolumns]

مَن يحاسب «infinix ـ مصر» يا «حماية المستهلك»؟


قصّة عجيبة تعرّضتُ لها، تدور وقائعها بين طرفين، الأول هو كاتب هذا المقال، أو سمّها «الحكاية المؤسفة»، والطرف الثاني هو شركة «إنفينكس ـ مصر» التي تنتج وتبيع التليفونات المحمولة.
كتب ـ أحمد الرومي

تبدأ الحكاية من عندي (أنا المستهلك)، وتحديدًا منذ ما يزيد عن العام، حين قررت أن أشتري موبيل استخدمه في أداء مهامي الصحفية، وييسر عليَّ الحياة التي أضحت تتحول كل أركانها إلي التواصل الرقمي. بحثت بين شركات موبيلات عديدة عن تليفون بسعر معقول، وإمكانياته مقبولة، وأثمر بحثيّ عن شراء موبيل إنفينكس، فئة infinix hot s3. إذ قررت شراء هذا المنتج بناء على المواصفات والإمكانيات التي أعلنتها الشركة عنه، دفعت فيه 3300 جنيه، وهو سعر ليس بقليل في وقتها، ولكن ما أن مرّ شهرين حتى بدأت عيوب الموبيل تتكشف رويدًا رويدًا، إلى أن أصبح الموبيل ـ حرفيًا ـ لا يصلح للإستخدام.
بعد ثلاثة أشهر من شراء الموبيل بدأت تظهر عليه أعراض ارتباك مفاجأة، تتمثل في حذف الموبيل ـ تلقائيًا ـ كل أيقونات التطبيقات من على واجهة سطح المكتب.
حينها تواصلت تليفونيًا مع مركز الصيانة الرسمي للشركة «كارل كير». عندما علم الموظف الذي استقبل شكوتي أني حدّثت لتوي نسخة نظام التشغيل (أندرويد) أخبرني أن الهاتف يحتاج إلى «إعادة ضبط مصنع» بعد كل تحديث أجريه للأندرويد!!

علبة الموبيل بالإضافة إلى بطاقة مركز الصيانة
ورغم أنّ هذا يعد سقطة في نظام تشغيل الهاتف ما كان يجب على شركة انفينكس إخفائه عن المستهلكين قبل أن تبيع المنتج لهم، كون أنّ هذا الأمر يُكلف المستهلكين عناء نقل الملفات والبيانات من الموبايل تمهيدًا لإجراء ضبط المصنع (ما يعني محو كل البيانات والتطبيقات من على الموبايل ليكون كما لو أنه خارجًا من المصنع لتوه)، رُغم هذا تقبلت الأمر صاغرًا، وبالفعل قمت بإعادت ضبط المصنع. استقر الموبيل فترة قصيرة، ثم عاود الإرتباك بصورة أعنف. ملفات تحذف من تلقاء نفسها من واجهة سطح المكتب. توقف البصمة عن العمل أغلب الوقت، إضافة إلي ظهور مشكلة جديدة وهى عدم استجابة الموبايل لأوامر الإجابة على المكالمات، حين أكون نهارًا في الشارع!! (يبدو أن هناك مشكلة في سينسور الهاتف) هذا يعني أني إذا ما تعرضت لأي حادث أو أمر طارئ وأنا في الشارع نهارًا لن استطيع التواصل مع أحد لنجدتي!!
تواصلت مع شركة الصيانة مجددًا، أخبرتهم بما يحدث في الموبيل. أخبروني أن المشكلة بسيطة وقد تحتاج إلى تغيير نسخة «السوفت وير» الخاصة بالموبيل.
حاولت التعايش مع الموبيل بهذه الحالة المخجلة، فأنا أعمل صحفيًا وليس لديَّ وقتًا إضافيًا أنفقه على الجرى بالموبايل ـ الذي لم يمر عليه عام ـ على مراكز الصيانة!!!
مرّ الوقت، وحالة الموبيل تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وكل يوم أكتشف فيه عيب جديد. إلى أن أصبح الموبيل لا يصلح حرفيًا للإستخدام، فالشاشة تعطي أوامر جنونية من تلقاء نفسها، ما يجعل الشاشة لا تتحرك. وهذا أيضا يجعل الموبيل يفتح تطبيقات من تلقاء نفسه، ويعطي أوامر اتصال بأرقام على الهاتف من تلقاء نفسه، وهو ما عطل كثير من مصالحي وعاد عليَّ بالضرر وسبب لى إحراج مع كثير من المصادر. حينها توجهت إلى «كارل كير» مركز الصيانة الرسمي لشركة «إنفينكس ـ مصر» فرع شارع السد العالي بالدقي، وهناك حدث ما صدمني.
استقبلني موظف أخذ مني الهاتف وضرب عليه كود، فظهرت له بيانات دوّنها على الجهاز عنده (أعتقد أنه خزّن كود هاتفي بأن فيه مشكلة) وسألني عن ما المشاكل في الجهاز، فشرحت له العيوب التي في الهاتف. فقال لي انزع «اسكرينة» الموبيل (يقصد شاشة الحماية) وأعد إعدادات «ضبط المصنع» (!!) سألته ما علاقة شاشة الحماية بالمشكلات التي تظهر على الجهاز؟ قال لي: «ممكن يكون دخل تحتها تراب» (!!!)

وصل يوضح رقمي خلال زيارتي لمركز صيانة إنفينكس ـ كارل كير وتوقيت الزيارة

أخبرته أنّ «الإسكرينة» لا يوجد تحتها تراب وهذا ما يمكن رصده بوضوح بالعين المجردة، ثم أنّي لا يمكن نزع «الإسكرينة» كون أن شاشة الموبيل أصلًا ضعيفة والشركة لم تضع لها طبقة مقاومة للكسر مثل شركات أخر!
حينها قال لي: «طب شيل كارت الميموري، علشان ممكن يكون فيه فيروس» (!!) قولت له إنّ مشكلات الموبيل ظهرت عليه قبل أن أضيف للجهاز ذاكرة إضافة. بل أنّ السبب في إضافة «كارت ميموري» للموبيل هو طلب الصيانة منّي ـ في أول مرة ـ أن أجري للموبيل «ضبط المصنع» ما أجبرني على تثبيت ذاكرة خارجية لنقل بياناتي عليها حتى لا أفقدها!!
عندها قال لي موظف الصيانة ما صعقني: «بص أنا ممكن أخد الموبيل أنزلك نسخة سوفت وير جديدة، لكن نصيحتي ليك بلاش تغيّر نسخة السوفت وير».
ولما سألته لماذا قال: «علشان ممكن الجهاز بعد ما أنزل النسخة مايشتغلش» (!!!)
سألته كيف لا يستجيب التليفون لنسخة السوفت وير اليست أصلية؟ قال الموظف: «أصلية، ولكن الملفات كلها هتتحذف وده هيعمل مشكلة ممكن الجهاز ما يشتغلش بعدها، لو عايز أنزلك نسخة «سوفت وير» أنا تحت أمرك بس هنزلها على مسئوليتك الشخصية» (!!!!)
(مسئوليتى الشخصية!!!!)
قولت له ـ وأنا اتيقن من عدم منطقية ما يقول، وأنّ كلامه وتبريراته فارغة ولا يقبله عقل: طب وأيه العمل الموبايل بايظ؟
قال: «نصيحتي ليك؛ شيل «الإسكرينة» وكارت «الميموري»، واعمل إعادة ضبط مصنع. لو فضلت المشكلة موجودة، تعالى وأغيّر لك نسخة السوفت وير (التي سبق وحذّرني منها منذ لحظات!). ولو فضل المشاكل موجودة هيبقى الحل إما إنك تغيّر «شاشة» أو «بوردة». (!!!!!)

واجهة مركز صيانة كارل كير الذي قدم لي نصائح مريبة وتبريرات لا يقبلها العقل لمشكلات الموبيل

خرجت من مركز الصيانة أسوأ مما دخلت، وقد انتابني شعور أني قد تعرضت لعملية غشّ. فالموبيل لم يمرّ على شرائه عام ونصف، ورغم ذلك به كل تلك المشكلات، رغم أنّى حريص فى استخدم أغراضي الشخصية حفاظًا عليها.
قررت أن أتواصل مع شركة «infinix ـ مصر» بصورة أخري. فبعثت برسالة إلى الصفحة الرسمية للشركة (معتمدة بالعلامة الزرقاء) على موقع «فيس بوك»، صوّرت لهم فيديو عرضت فيه مشكلات الموبيل، وشرحت ما جرى معي في مركز صيانتهم، وطلبت منهم عرض مشكلتي تلك على الموظف المسئول بالشركة، ففوجأت بأدمن الصفحة الرسمية، يتجاهل الفيديو، مدّة تقارب الأسبوع، ولمّا عاودت مراسلة الصفحة مرة أخري لمعرفة مصير الشكوى، وجدت الأدمن يطلب مني مجددًا شرح مشكلة الموبيل، فلمّا أخبرته أن الفيديو فيه كل شيئ واضح، تجاهل كلامي، وطلب مني أن أشرح له المشكلة مجددًا!!  
برنت سكرين من محادثتي غير المثمرة مع مسئولي الصفحة الرسمية للشركة الذين تجاهلوا شكوتي
 استجبت لطلب مسئول الصفحة الرسمية لشركة «إنفينكس ـ مصر» وكتبت نص شكوتي، وأرفقتها ببيانات التواصل معي، ففوجأت أنه أرساله لى عناوين فروع «carl care» في جميع المحافظات وطلب مني التوجّه إلى أحدها لحل المشكلة. (!!!!) دون أن يقدم لي أي إفادة، متجاهلًا أن أحد أركان الشكوى أنّي ذهبت إلي مركز الصيانة بالفعل ولم يقدموا لي أي خدمة!! 
عمرو السروجي، مدير منتجات شركة إنفينكس ـ مصر
القصة ليست في مشكلة تكبدى خسارة ما يقرب من 3500 جنيه على موبيل إنفينكس الذي لم يعد يصلح للإستخدام، وفي أحسن الأحوال سيحتاج مبلغ يقارب ثمنه من أجل إصلاح («شاشة» و«بوردة» و«سوفت وير» بحسب ما قاله لي موظف مركز الصيانة ـ مافاضلش حاجة في الموبيل على فكرة مش محتاجة تتغير).
المشكلة تتلخص في كيف يمكن لشركة مثل هذه أن تتواجد في السوق المصرية دون أن تكون مؤهلة لتقديم خدمات محترمة لما بعد البيع للمستهلكين، إمتثالًا لنص قانون حماية المستهلك! هذا لم يحدث معي في حالة إنفينكس ـ مصر. ما يستوجب من جهاز حماية المستهلك أن يتفضل مشكورًا بإفادتي كيف يمكن أن آخذ حقي المهدر من شركة «إنفينكس ـ مصر».
سوف أنتظر رد من جهاز حماية المستهلك، أو الشركة، وإن لم أجد إجابة، سوف أضع التليفون في علبته ومعه جميع محتوياته من اكسسوارات (ما زالت بحالتها الجيدة) وسوف أقدمه هدية إلى السيد عمرو السروجي، مدير المنتجات بشركة إنفينكس ـ مصر، فهذه هي بضاعتكم التي لا بد أن ترد إليكم.

برواز

[برواز][bigposts]