«الدوبلاج العائلي».. كيف يروّض كريم الحصري أصوات الأسر المصرية لإمتاعنا؟
كريم الحصري ـ الصورة من فيس بوك |
يظل فنّ الرسوم المتحركة؛ بشكله التقليدي، والمتطور (أنيميشن) أحد ركائز الإمتاع والتثقيف للكبار، والصغار أيضًا. ورغم أنّ هذا الفن المهم مهمل بشكل ملحوظ في مصر، إلا أنّ هناك مَن يتنبّه له، ويسعى إلى طرحه بصورة أو بأخرى، وتقديمه لمن يشتهي هذا اللون من الفنون.كريم الحصري أحد هؤلاء، إذ أخذ على عاتقه تقديم محتوى كارتوني قيّم ليرسخ قيم نبيلة لدى المتلقي؛ في إطار من المتعة. يفعل ذلك ضمن مشروعه «HAVA Voices Arts» المعني بإنتاج الفنون الصوتية المتنوعة، كالتعليق الصوتي للوثائقيات والكتب المسموعة والدوبلاج.
ولكريم الحصري تجربة فريدة في فن الدوبلاج، فبعيدًا عن اختياره الدقيق لموضوعات الأفلام القصيرة التي يقدمها، وتركز على معاني إنسانية نبيلة. يتفرد «الحصري» بإدخال روح العفوية والتلقائية إلى فن الدوبلاج، عن طريق البُعد عن العمل الاحترافي الصرف، والالتجاء إلى أصوات أشخاص عاديين يقوم بتوجيههم وهندام إلقائهم ليكونوا أبطلًا لأحد أعماله.
يفعل «الحصري» ذلك فيما أسماه «الدوبلاج العائلي» وهي فكرة يرتكز فيها على إسناد مهمة عمل دوبلاج أحد أعماله إلي عائلة واحدة، تتغير العائلة مع تغير العمل، يشارك فيها الأب والأم والأبناء. يفعل ذلك بعد إعطائهم ملاحظات بسيطة يوقظ انتباههم إلى الإلقاء السليم.
الفكرة ذكية، ومثيرة. فمع كل دوبلاج تسمعه تشعر وكأنك حللت ضيفًا على أحد البيوت المصرية، واستمعت إلي أصواتهم ـ الإستثنائية ـ وهم يخوضون تلك التجربة الإبداعية المثيرة.
يعتمد «الحصري» على مواد فيلمية هي عبارة عن مشاريع تخرج، يقوم بترجمتها وتمصيرها بشكل جيد. قد تلاحظ خلال مشاهدتك الأفلام المنتجة أنّ جودة صوتها ضعيف، وهذا يمكن تقبله خصوصًا لو عرفت أنّ تلك الأفلام تنتج بإمكانيات محدودة، ولكن جودة الصوت المتواضعة لن تعوق إمتاعك بالمحتوى المقدم.
لم يتوقف «الحصري» عند هذا الحد، بل فتح ثغرة جديدة في المحتوى الذي يقدمه. إذ أدخل لغة الإشارة إلى أفلامه. ما يجعلها بوابة مهمة لأصحاب القدرات الخاصة، للاطلاع والتواصل مع هذه النوعية من الفنون. ليعوض جانبًا من الإهمال الذي تلقاه هذه الفئة في المجتمع فيما يخص المحتوى الفني والإعلامي.
تجربة كريم الحصري تستحق التوقف أمامها والإلتفات إليها ودعمها، لما فيها من تجديد وإبداع ومثابرة.
Labels:
شباك