شباك

[شباك][twocolumns]

كلّما حضر البحر فرشوا له الأرض رمل!

الطريق الدولي الساحلي من داخل أحد البيوت المهجورة بقرية شباب الخرجيين | مطوبس ـ كفر الشيخ

 إذا كنت من المؤمنين بأنّ فَرْشْ الأرض «رمل» يُعدّ تعبيرًا عن الاحتفاء بقُدوم الزائرين الأعزاء، فاعلم أنّ الأمر قد تغير بمرور الزمن. خصوصًا مع بدء حصاد الإنسان آثار تقلب الطبيعة وتغير الأحوال المناخية.
فهناك مَن يفرشون الأرض بالرمال عنوه، لاستقبال ضيف غير مرحب به بالمرة. ضيف يهلك القوت والحجر. قد تندهش إذا ما عرفت أنّ هذا الضيف هو البحر.
يحدث هذا في مدينة «إدكو» الساحلية. الواقعة بمحافظة البحيرة. المطلة على البحر الأبيض المتوسط (شرقي الأسكندرية). يحصد الأهالي هناك آثار تغيّر المناخ؛ الذي بات ملموسًا مع ازدياد حدّة نوّات البحر؛ التي تهدد حَرَمْ الشواطئ.
فبعد أن كان هناك حاجز طبيعي يصدّ الموج المرتفع. أصبحت الشواطيء فريسة للبحر، الذي يقترب شيئًا فشيءٍ. بعد أن أقدم المقاولين على تجريف الكثبان الرملية للمدينة. أما التربة الزراعية فتعاني من زيادة ملوحتها بشكل يؤثر على قوّتها الإنتاجية.
فتلك المدينة ـ المشهورة بزراعة فاكهة الجوافة والعنب ـ تتعرض أشجارها للتلف، بسبب ارتفاع ملوحة التربة. ما يجعل الفلاحون يضطرون إلى فرش الأرض بالرمال، بارتفاع قد يصل إلى المتر. لرفع مستوى التربة لما فوق مستوى سطح البحر. لإبعادها عن منسوب المياه الجوفية المالحة. نظرًا لقرب المنطقة من البحر المتوسط.
الكثبان الرملية الموجودة على الشواطئ الممتدة بـ «إدكو» تعد أحد دعائم الحماية الطبيعية للمناطق الساحلية من طغيان البحر. إلا أن التدخلات البشرية مثل عمليات تجريف الكثبان الرملية التي يقوم بها ملاك الاراضي الزراعية هناك، قد تؤدّي ـ في المدى القصير إلى تدمير الطريق الدولي الساحلي ـ كون أنّ جبال الكثبان الرملية يشكل ثقلها ضغطًا علي مسام الأرض الفاصلة بين البحر والأراضي المزروعة، ما يمنع تدفق مياه البحر إليها.
فكلما نهل ملاك الأراضي من تلك الكثبان بهدف رفع التربة، كلما عرّض أراضي الدلتا للغرق من بطنها، عن طريق زيادة تدفق منسوب المياه الجوفية، حتي وإن كان ظاهريًا البحر ليس طاغيًا على السطح.

زيارة ميدانية وفوتوغرافيا ـ أحمد الرومي

برواز

[برواز][bigposts]