شباك

[شباك][twocolumns]

في مركز «مولانا» الثقافي.. لا معايير للسلامة.. لا احترام للجمهور.. المهم ثمن المشروب | ريفيو

مقر مركز مولانا الثقافي ـ الصورة من الصفحة الرسمية

 مجددًا دبّت الحياة في الساحات الثقافية، بعد أسابيع طويلة من الإغلاق الإحترازي  بقرارٍ من مجلس الوزراء المصري، للوقاية؛ والحدّ من انتشار وباء كورونا. عادت الفاعليات الثقافية بعد رفع الحظر المشروط عليها، لتعود المنصّات الإبداعية الحيّة تصدح بالفنون التي حُرِم منها الجمهور لفترة. في إحدى هذه المنصات دُعيتُ لتغطية حفل غناء تراثي بمركز «مولانا» الثقافي. كانت تجربة مزعجة بجميع المقاييس.
من خلال تعاملي مع المراكز الثقافية المتعددة شعرت بسوء هذا المكان، وافتقاره إلى أبسط معايير المراكز الثقافية وهي احترام الجمهور واحترام مقدم المحتوى. إلا أن هذا لم أجده في هذه الساحة.
افتتح مركز «مولانا» أو «المركز المصري للفنون والثقافة» (كما يعرف نفسه على صفحته على فيسبوك) منذ 3 أعوام تقريبًا. عندما تدخل المقر الكائن في إحدى عمارات وسط البلد، تجده عبارة عن شقة بها حجرات بمساحات متفاوتة. الساحة الكبري مطلة على بلكون مستطيل واسع، كانت تلك هي المكان المخصص للفاعلية التي حضرتها. بعيدًا عن إضاءة المكان الخافتة المؤزية للبصر، كان هناك ملاحظات مزعجة، أبرازها عدم توفر أي معايير سلامة احترازية خاصة بالوقاية من وباء «كورونا».

 

■ لا معايير للسلامة الصحية

عندما رفعت الحكومة المصرية حظر الغلق عن أماكن التجمعات، حددت مجموعة من المعايير شرطًا لإستقبال الجمهور وضمان سلامته. أبرزها الإلتزام بارتداء الكمامات خلال التواجد في أماكن التجمع (التي منها المراكز الثقافية)، وغيرها الشروط. إلا أنّ تلك المعايير وغيرها لم أجد لها أثرًا في المكان. حيث لا لافتات توعوية، لا إرشادات تلزم الحاضرين بالتباعد الإجتماعي.
العاملين في المركز جميعهم ـ بلا استثناء ـ لا يرتدون كمامات ولا «جوانتيات» وقائية حرصًا على صحة الرواد. بل كانوا يقدمون مشروبات للحضور في أوعية زجاجية، تنتقل من شخص لأخر، رغم أن المفترض أن تقدم المشروبات في أكواب كرتونية تستخدم مرة واحدة. وهو أمر لا يوفر السلامة الصحية للحاضرين.

 

■ لا احترام للجمهور

في المراكز الثقافية المحترفة تتولى الإدارة مع منسقي فعلياتها تسيير الحفلات لتخرج بصورة راقية؛ تريح الجمهور وتوفر له سبل التركيز للإستمتاع بالعرض. كذلك توفر للمبدعين ـ الذين يقدمون المحتوى ـ الجو المناسب لأداء فنهم. كل هذا لم أجده خلال معايشتي للفاعلية التي حضرتها في مركز «مولانا».
بعيدًا عن سوء التنظيم، كانت المرة الأولي التي أجد فيها القائمين على إدارة فاعلية ثقافية يساهمون في حالة الفوضى في المكان خلال الحفل! لقد وجدت المسئول عن المركز لم يتوقف عن الحوارات الجانبية خلال الفاعلية بصوت مشتت للجمهور. بل لم يتدخل لوقف الهمهمات التي انتشرت في المكان كالعدوى بفعل حالة الهرج السائدة. هذا إلى قيام العاملين في البوفية بتقديم المشروبات ـ الإجبارية ـ للجمهور خلال العرض! ولم يؤجّل هذا لوقت «البريك» بين فقرات الحفل. الأمر الذي ساهم في زيادة حالة التوتر في قاعة العرض بشكل مؤزي وغير مسئول.


■ المهم ثمن المشروب! 

يوم 4 أغسطس أعلن مركز «مولانا» في صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، عن حفل قال إنه «مجاني». وهو أمر معتاد تقوم به المراكز الثقافية.
خلال العرض جائني عامل البوفية وسألني «تشرب حاجة؟» أخبرته أني لا أريد تناول مشروبات. أولًا لأن العرض شغال، وغير لائق أن يقطع متابعتي للعرض من أجل بيع مشروب لي. ثانيًا كيف يمكن أن أحتسي مشروب في مكان مثل هذا لا يتبع أي معايير سلامة وأمان في بلد مصابة بالوباء؟!
انصرف العامل، وبعد فترة حضر مجددًا (كان العرض مازال مستمرًا) وسألني «تشرب حاجة؟» أخبرته أنّي لا أريد أن أتناول أي مشروب لأنهم لا يتبعون أي معايير سلامة صحية. فقال لي: «ماهو أنت لازم تشرب حاجة؟». فطلبت منه إحضار عبوة مياة معدنية مغلقة.
غاب الشاب سريعًا، بعدها جائني شخص أخر من البوفية، وسألني مجددًا: «تشرب أيه؟ أنت لازم تشرب حاجة» (كل هذا والعرض مستمر وموقعي في أول صف) مع الإلحاح طلبت منه إحضار علبة مشروب غازي، حتى أنهي هذا الجدل السخيف.
أحضر العبوة، فتركتها دون أن أستخدمها، وبعد انتهاء العرض توجهت لدفع الحساب، وجدته يطالبني بـ 27 جنيه ثمن علبة مشروب غازي «كانز»! وهو سعر لا يمت حتى للأسعار السياحية بصلة، الكافيهات السياحية الشهيرة في وسط البلد لا تقدم المشروبات الغازية بهذه الأسعار.
سددت الحساب 30 جنيه كون أن كلانا لا يملك فكّة.
أن ما حدث هو نوع من الألتفاف على الجمهور قام به المركز، إذ كان بإمكانه أن يعلن عن الحفل باسعار تذاكر معلنة. لكي يتكسب بشكل واضح، ومباشر، ونزية. بعيدًا عن ابتزاز الجمهور بهذه الطريقة الرخيصة، وتعريضه للإصابة بكورونا من أجل أن تُجرعه مشروب يتقاضي من خلفه ثمن التيكيت بصورة ملتوية.

المكان | مركز مولانا الثقافي بشارع 26 يوليو، وسط البلد
التقييم |0,5  من 5 
ملاحظات | تجربة مزعجة وغير مريحة بالمرة.

برواز

[برواز][bigposts]