حب فوق تذكرة المترو
منذ عصر الفراعنة، والمصريون يسعون لتخليد تاريخهم علي جدران المعابد، يكتبون قصصهم الحربية وتعاليمهم الدينية والعادات وأصول التقاليد. ورغم مرور الآف السنين علي هذا العصر، إلا أنّ المصريون لايزالوا محتفظين بهذه العادة، وإن اختلفت موضوعات التدوين وطريقتها.
الصورة التي أمامكم شاهدة على هذا الكلام. وهي للوحة إرشادية معلقة على رصيف إحدى محطات مترو الأنفاق. تحتفظ فى صدرها بتدوينات كتبت علي وجه وظهر تذكرة المترو. يفصح أصحابها عن مشاعرهم لمرتادي المترو. ممهورة بأسمائهم وتواريخ المرور.
"بسمة" كتبت لـ "إسماعيل" علي تذكرة القطار "بحبك". في حين اكتفى "عمرو" برسم قلب إلى "رانيا" تعبيرًا عن عواطفه تجاهها. فيما حرص "عمر خالد الجزار" على تدوين اسمه ثلاثي على تذكرة المترو؛ دون أن يكتب أي شىء أخر، كما لو أنه يريد أن يقول للعالم "أنا موجود، أنا وحيد". وقرر أخرون ترك تذاكرهم (المحشورة بين الجدار الزجاجي والخريطة الإرشادية) خالية من التدوين، ولسان حالهم يقول "لا شيء يقال".
رسائل أخري لم أستطيع رصدها، إذ ساهم تزاحمها في طمس معالم بعضها، فيما يشير الظاهر منها أنها تعود إلى شهر يوليو 2018.
فوتوغرافيا وتعليق ـ أحمد الرومي