شباك

[شباك][twocolumns]

حكاية يوم طلع له شمس!

متعودة وأنا مروّحة اسمع أغاني علي الموبيل، بحب العادة دي علشان بتخليني ما احسش بطول الطريق، وانهاردة ـ كالعادة ـ طلّعت السماعات وشغلت أغنية بحبها، وكنت مستمتعة وبقول «يااه لو الطريق يطول شوية لحد ما أشبع من الأغاني» وفجأة، السماعات باظت والصوت اختفى!

  كتبت ـ مريم البغدادي

قاعدت أحاول أهزّ السلك وأعمل أيّ حاجة علشان تتصلح، لكن للأسف ماشتغلتش! وقتها قولت في سرّي «هو يوم ما طلعلوش شمس»
حسيت فجأة بطول الطريق، والدوشة، والزحمة. لحد ما ودْني سمعت صوت زقزقة العصافير.
ما عرفش ليه حسيت إنّ الصوت ده واحشني، وإنّه أخدني لمكان جميل بحبه، كله خضرة وزرع. بدأت أدقق في كل حاجة حواليا. وشوش الناس، الشجر، شكل السما، أم كلثوم اللي بتسلّطن صاحب المحل بـ «رجّعوني عنيك لأيامي اللي راحوا». تفاصيل كتير حسيت إنّي لأول مرّة أشوفها، رغم إنّ الأتوبيس بيمشي كل يوم من نفس المكان! الشورارع هيّ هيّ والمحلات ما تغيرتش، لكن أنا اللي انفصلت عن كل ده واخترت أسرح مع صوت الأغاني اللي بسمعها كل يوم لحد ما حفظتها.

انزلوا يوم من غير سماعات! ارجعوا دققوا في وشوش الناس، في حركاتهم، في صوت الهوا، وضوء الشمس. حسّوا كل تفصيلة حواليكم وادوها حقها من الاهتمام.
التفاصيل دي قادرة أنها تخلق جوّة كل واحد مننا فنان. فنان استثنائي، قادر أنه ينتج شيء جميل.
واكشفت في آخر الطريق إنّ انهاردة ـ بشكل خاص ـ يوم طلع له شمس.

برواز

[برواز][bigposts]