شباك

[شباك][twocolumns]

ماجدة خير الله تكتب: «توك توك» حالة من المتعة بتوقيع الموهوبة إلهام وجدي

 

الفيلم القصير «توك توك» يعلن عن موهبة ممثلة شابة خطيرة اسمها إلهام وجدي، تتمتع بوجه مصري بدون رتوش ولا مكسبات طعم. وقدرة فائقة على الأداء والتعبير، بنظرات العين، والابتسامة المكسورة، وبلغة الجسد، بشموخ الأنثى وضعفها. 

بقلم الناقدة الكبيرة ـ ماجدة خير الله

تقدم في الفيلم ـ الذي وضع له السيناريو كل من محمد خضر (مخرج الفيلم ومصوره) والسيناريست الشاب الموهوب شريف عبد الهادي  ـ مع اللقطات الأولى من السيناريو يقفز الفيلم إلى قلب الحدث، عندما يقرر زوج «ولاء» أن يسافر إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية مع أخرين، سعيًا لتحقيق هوسه بامرأة تعرف عليها على الفيسبوك!
تاركًا خلفه زوجته الشابة (ولاء) وطفليه!

ولا يكتفي بالتخلّي عن مسؤوليته عن زوجته، بل يطلّقها ويتركها تصارع أمواج الحياة بلا مجداف!

ولكنها تمتلك من القوة والثبات ما يكفي بحيث لم تسمح لنفسها بالانهيار لغيابه. فهى تحمل على كتفيها مسؤولية أطفالها وأمها العجوز، وشقيقها الذي أصيب بعجزٍ بعد إصابته في حادث! 

تقوم بكل واجبتها وتدفن مشاعرها كأنثى تصارع وحيدة في عالم يحكمه شراسة الرجال، وتقرر أن تعمل على توك توك، لتدبر نفقات أسرتها، وتضطر لتقسيط ثمن التوك توك مقابل وصولات أمانة، تخاطر بإمضائها. تتحمل كل مخاطر وتحديات العمل في مجال تحيط به المخاطر من كل جانب دون أن تتخلّى عن بقية مسؤولياتها. ولكن أحدهم يقرر أن يحرق التوك توك ويحرق معه فرصة «ولاء» في الحياة! 


 

لم تخرج كاميرا الفيلم من الحي الشعبي الذي تعيش فيه «ولاء»، ومع ذلك فحدّة الصراع بين «ولاء» وذاتها؛ وبينها وبين ظروف الحياة المعقدة، تضعنا في حالة ترقّب وتعاطف وإعجاب بموقف امرأة شابة قررت ألا تستسلم أو تنهزم، رُغم أنّ مجريات الأحداث لا تنتصر لها  في النهاية. 

من أروع المشاهد التي يقدمها الفيلم، تلك الرقصة التي تتمرد فيها «ولاء» على القيود التي فرضتها على أنوثتها لتعيش آمنة بين الرجال. ربما لتذكر نفسها أنها  لا زالت امرأة. رقصة لا يقصد منها الغواية ولكنها كالطير يرقص مذبوحًا. 

تقطيع المشهد من بداية إطلاق العنان لخصلات شعرها والتحرر من طبقات الملابس التي  تشبه الأكفان، وتخفي فيها جسدها، مع ملامح وجهها المعذب كلها وسائل تحكي قصة هذه الشابة التي تحمل ما لا يحتمله الرجال!

من العناصر شديدة الأهمية في تصعيد الصراع، موسيقي سيف الدين هلال، التي تكاد تعبّر عن المشاعر المتباينة للشخصية، عن لحظات الألم والأمل والانهيار.

فيلم «توك توك» حالة إنسانية صادقة وممتعة، عن عالم يسيطر عليه القبح ولكنه يحمل كل جماليات فن السينما.

بوستر الفيلم   

برواز

[برواز][bigposts]