شباك

[شباك][twocolumns]

«نُصْ حِلمْ».. ديوان الحلم المكتمل

«سبعون قصيدة وأكثر» ذلك هو قوام آخر دواوين الشاعر خليل عبد المجيد، الذي صدر مؤخرًا عن دار «ميتا بوك» للطباعة والنشر، تحت عنوان «نُصْ حِلمْ». وهو الديوان الخامس له في مسيرته الشعرية، تخللهم ديوان نظم كلماته بالعربية الفصيحة، بينما كانت باقي دواوينه باللهجة العامية المصرية.

تتعد الموضوعات التي يطالها الديوان بين ضفتيه، لتتنوع القصائد بين الغزل والسياسة والفلسفة والتصوف والتأمل في أغوار النفس البشرية، وينحاز انحيازًا واضحًا للإنسان المصري البسيط المنكفيء على حياته ومعيتشته بعيدًا عن التطلعات التي تفوق قدراته وإمكاناته.

الشاعر خليل عبد المجيد

 أشعار «عبد المجيد» بطلها الإنسان الذي يرضي بنصف الحلم، مع لوعه تعتصر قلبه بأمنية كان يسعى لها، وهي «الوصول إلى حلمه مكتملًا».

«الحلم» مفردة ترددت كثيرًا في ديوان «عبد المجيد» بصورة سافرة أو ضمنية، فبخلاف ورودها في عنوان الديوان، تكررت في ثلاث عناوين قصائد هي «الحلم عمره ما مات» و«حلم» و«نص حلم»، بالإضافة إلى ورودها بتنويعات أخري في ثنايا قصائد مختلفة على امتدد الديوان. فمثلًا يقول في قصيدة «المولى شاء»:

احلمي! أيوة حقك تحلمي،
بس لمّا يزرعوا جوا أحلامنا الكابوس
راح تندمي.

ورغم الحزن الدفين المسيطر على أجواء ديوان «عبد المجيد» بمختلف تنويعات موضوعاته، إلا أنه لم يخلوا من خفة ظل المصري المشاكس المشاغب، المحب للحرية والتمرد على التابوهات والتنميط الذي يكبح جماح لإنطلاق.
في القصيدة الثانية من سلسلة قصائد «يوميات جنيه مصري» نظم «عبد المجيد»:

فين أيامك
كانت ليك كدا شنة ورنة
تجري وراك كل العملات
وانت بتجري ولا تستني
ولا استرليني ولا دولارات
كنت تدافع ديما عنا
وان كان ين أو ماركات
جنبك ولا حاجة كأن انت الوحش
وكل العملات طالبة رضاك وبتتمنى،
بس خسارة وألف خسارة
روحت ف داهية وروحنا معاك
وكنا بامجادك نتغنى.

ويظهر في ديوان «نص حلم» ميل الإنسان المصري للحكي، وهو فن مصري أصيل تشبعت به الثقافات المصرية والعربية، فلجأ إليها الشاعر كجسر حيوي في إيصال فكرته ومشاعره للمتلقي، ويظهر ذلك بتجلّي في قصيدة «حكايات م الريف» (نميمة ستات) ومنها مقطع يقول:

وشوية حكايات م الفكة
مع سرد خفيف
وحكالنا ابو صالح واتكا
خالته ام شريف...
قلقانة ف نومها وبتلقط
ف النوم تخاطيف
تسهر والنوم بيجافي عنيها
والنوم سلطان...
والوهم العاشق لسنينها
قلق سعران
بيهدد راحة البال شغال
...شبح ومخيف
خوفها من بكرا مجننها
مش ناقصة جنان
وساعات تتغلب على جوعها
بكسرة عيش من حرف رغيف.

استطاع الشاعر خليل عبد المجيد أن يصنع توليفة مصرية أتية من الشارع المصري بكل تفاعلاته البسيطة، الأصيلة، المتطلعة، الغاضبة، والمؤمنة بطين هذه الأرض، ليكون الديوان في مجملة هو حلم الإنسان المكتمل.

برواز

[برواز][bigposts]