هل الدراما الأجنبية خطر على هوية شبابنا العربي؟ | ريفيو
تحت عنوان «الدراما الأجنبية وهوية الشباب العربي» أصدرت دار أطلس للنشر والتوزيع كتاب للدكتورة سهير صالح إبراهيم، يتناول تحليلًا موسعًا لمحتوى الدراما الأجنبية الذي يتعرض لها الشباب، وكشف النتائج المترتبة على تلقي هذا المحتوى الذي ترى الكاتبة أنه يشمل قيم ومواد غير متوافقة مع أفكار مجتمعاتنا.
دكتورة سهير صالح إبراهيم مؤلفة الكتاب هي أكاديمية في مجال الإعلام، أستاذ دكتور متخصصة في الدراما والإذاعة والتليفزيون، وتشغل منصب وكيل عام المعهد العالي الدولي للإعلام بالشروق، ويعد الكتاب محاولة لرصد وتحليل التأثيرات التي تنجم عن تعرض الشباب العربي للدراما الأجنبية وانعكاس ذلك على هوية الشباب العربى والمصري، ودورها في حياتهم وتطلعاتهم للمستقبل، ونظرتهم للمجتمعات المختلفة وما يمكن أن يتركه ذلك من أثر في معارفهم واتجاهاتهم الحياتية.
لكتاب يشمل ثلاثة فصول، كل منها يركز على أحد جوانب تأثير الدراما علي الشباب. إذ ينتاول الفصل الأول تاثيرات الدراما الأجنبية العالمية على الشباب، مستعرضًا الدراما التليفزيونية وأثرها على الشباب في المنطقة العربية والأسيوية والأفريقية، وأهم اتجاهات الإنتاج والتوزيع الدرامي في العالم، مسلطًا الضوء على الدراما الأمريكية والكورية والتركية، نماذجًا ناجحًا في السوق العالمي.
يستعرض الفصل الثانى تأثير الدراما الأجنبية المدبلجة على اتجاهات الشباب، بالتطبيق على الدراما التركية، كواحدة من أهم وأشهر المواد الدرامية التي حققت نجاحًا وانتشارًا لافتًا فى الوطن العربي.
الكاتبة وصفت تأثير الدراما التركية المدبلجة بأنها: «تمثل خطورة كبيرة لتأثيرها على أنماط الحياة، وصورة الواقع الذي تقدمه للصغار والشباب الراغبين في التغيير والطامحين لمستقبل مختلف عن الموجود بمجتمعهم». ودللت دكتورة سهير صالح إبراهيم على كلامها بنتائج دراسة تؤكد تأثير تلك الدراما على إدراك المراهقين وقيمهم وسلوكياتهم داخل المجتمع.
أما الفصل الثالث صب تركيزه على الدراما الأجنبية التي يتعرض لها المشاهد عن طريق المنصات الرقمية مركزة الضوء على شركة نتفليكس (NetFlix) المتخصصة في خدمة البث الحر عبر الإنترنت والفيديو، حسب الطلب، وتوسعها في إنتاج الأفلام والمسلسلات الدرامية التليفزيونية وتوزيعها عبر الإنترنت. وأشارت الكاتبة إلى أن «نتفليكس» معنية بالربح فقط، وكذلك تقديم مسلسلات تحتوي على كم من المشاهد الإباحية، والشاذة، بما لا يخدم أي هدف فني أو درامي. «وهو ما جعل النقاش يدور حول أنها عملية غرس منظم لقيم موجّهة، تتمثل بإغراق المشاهد بسيل من اللقطات الصادمة حتى يتطبع عليها المتلقي» بحسب الكاتبة.