«سر حتة الخيط الأبيض».. نص للإعلامية سمر إبراهيم
وهي بتجري ورا نجمة صاحبتها ـ فوق في السما ـ نسيت تفُكّ رجلها المربوطة في السحاب، فاتكعبلت، ووقعت لأول أرض بفعل الجاذبية.
ومن ساعتها تصرفاتها على الأرض أصبحت مش مفهومة، وما حدش فاهم أيه سر حتة الخيط الأبيض اللي مربوط في رجلها اليمين!
الخيط اللي اتقطع، وفكّ، كان رابطها بالسحاب، بس لمّا لعبت مع أصحابها ـ وبعدت عنه من غير ما تحس ـ اتقطع عشان الجاذبية كانت أقوى منه، ومنها.
هي دلوقتي حاسة إنها أضعف مخلوقة على الأرض. السحاب فوق كان مقويها وساندها.
كانت حاسة بحريتها، رغم رجلها المربوطة!
كانت حاسة بأمان وونس وقوة.
اللحظات الاستثنائية الوحيدة اللي كانت بتحس فيها بقوتها في الأرض، لما كانت بتتأمل لوحدها طرف الخيط المعقود في قدمها. عشان كدة ما كنتش قادرة تفُكّه، حتى لو ما بقاش مقويها زي زمان، أيام ما كانت مربوطة بيه في السحاب.
ما تقدرش تفُكّه، دي الحاجة المادية الوحيدة اللى بتفكرها بحقيقتها، بتفكّرها إنها مش من الأرض. هي من السما.
كل ما تشوف الحبل اللي في رجليها، تحس بحنين لفوق، حنين للسما.
نص - سمر إبراهيم